الحيلة و الفتيلة
من أكثر المصطلحات الشعبية المتداولة، فتقول المرأة عن شيء ثمين عندها وليس عندها سواه “هذا الحيلة و الفتيلة” حتى أنها تطلق هذا القول على ابنها الوحيد.
أما قصة هذا القول أنه قديما كانت العروس تحضر جهازها إلى بيت عريسها في صندوق خشبي يسمّى “سَبَت“. وكانت تضع في الصندوق بالإضافة إلى الألبسة الخارجية (البقجة) التي تضع فيها الألبسة الداخلية. و(الصبّوبة) وهي كيس من الحرير المطرز يحتوي على الحلي والنقود ورزمة من الفتائل ورزمة من الدكك. ومنذ وصولها إلى بيت عريسها في المساء عليها تغيير فتيل سراج بيت زوجها بفتيل جديد وتضع مكانها فتيلة جديدة عادة تجلبها مع جهازها وتشعلها بنفسها رمزاً لنور عهد جديد وحياة مشرقة بالأمل.
وكان على العريس أن يتجالد فلا يقترب من عروسه حتى ينتهي احتراق الفتيلة و ينطفىء الضوء، و كلما كانت الفتيلة طويلة كان على العريس أن ينتظر ولذلك يُقال عن المرأة إذا كانت تتأخر في تحضير نفسها (أف شو فتيلتها طويلة).
وكانت التقاليد توجب على العروس أن تضع دكة من الحرير ل”شنتيانها” مع رزمة دكك احتياطية في “صبّوبتها”. كما كانت وبإرشاد من والدتها أو احدى نسيباتها تحتال في عقد دكتها بحيث يصعب فكها ولا يجوز قطعها. وكان على العريس أن يستعين بأظافره وأسنانه ليتمكن من حل العقدة التي كانوا يسمونها “حيلة“. وكلما تأخر العريس في حل حيلة العروس كان ذلك رمزاً لتعففها، ولذلك كان يقال عن المرأة المستهترة “الله يلعنها دكتها رخوة”.
وهكذا تبدو أهمية “الحيلة و الفتيلة” في حياة امرأة ذلك الزمان، فالتقاليد لم تكن تسمح أن تأتي بدون الحيلة والفتيلة ولذلك كانت تقول عن أثمن ما عندها: هذه الحيلة والفتيلة. هكذا كان الزمن الجميل والعفة والأخلاق والتربية الدمشقية الأصيلة.
اضف على المقال بتعليق و شاركونا الذكريات الجميلة…